الإعلان الرسمي عن الصفقة
أعلن نادي أرسنال الإنجليزي عن تعاقده مع المهاجم السويدي فيكتور جيوكيريس قادمًا من سبورتينغ لشبونة البرتغالي، ليبدأ اللاعب فصلًا جديدًا في مسيرته الكروية. هذه الصفقة لم تكن مجرد انتقال عادي، بل هي تتويج لرحلة طويلة مليئة بالصعوبات والنجاحات عبر سبعة أندية وخمس دول.
بداية صعبة ومسيرة مليئة بالتحديات
في يناير 2021، ومع الإغلاق الثالث في بريطانيا بسبب جائحة كوفيد-19، كانت مسيرة جيوكيريس على وشك التوقف. فبعد أن أرسله نادي برايتون على سبيل الإعارة للموسم الثاني على التوالي بحثًا عن فرصة لعب أساسية، وجد نفسه على دكة البدلاء في نادي سوانزي سيتي بدوري الدرجة الأولى الإنجليزي، دون الحصول على دقائق كافية لإظهار قدراته.
لم ينجح اللاعب في التأقلم سريعًا، ليتم استدعاؤه مبكرًا من الإعارة، في وقت لم يكن أحد يتوقع أن يصبح واحدًا من أكثر المهاجمين المطلوبين في أوروبا بعد سنوات قليلة فقط.
البداية في السويد والتحول إلى مهاجم صريح
بدأ جيوكيريس مسيرته منذ الطفولة مع نادي IFK Aspudden-Tellus في ستوكهولم، بعدما أقنعه والداه – وخاصة والده الذي كان يعمل مدربًا – بالانضمام إلى فرق الناشئين.
وفي مرحلة الشباب، انتقل إلى أكاديمية نادي برومابويكارنا الشهيرة، والتي قدمت نجومًا بارزين مثل ديان كولوسيفسكي وجون جيديتى. هناك، انتقل مركزه من جناح إلى مهاجم صريح، وهو ما غيّر مسار حياته الكروية تمامًا.
إصراره على التطور كان واضحًا، إذ كان يتدرب بمفرده بعد انتهاء التدريبات الجماعية، لإتقان لمسات خاصة في إنهاء الهجمات. هذا الإصرار ساعده على المشاركة في الفريق الأول مبكرًا، ثم تسجيل هاتريك في مباراته الختامية مع النادي، ليودع جماهيره بطريقة أسطورية قبل الانتقال إلى برايتون.
دوامة الإعارات وبداية الصعود
رحل جيوكيريس إلى برايتون وهو في التاسعة عشرة من عمره، لكنه لم يجد فرصًا كافية للمشاركة، ليخرج معارًا إلى سانت باولي الألماني ثم سوانزي سيتي. ورغم الصعوبات في البداية، إلا أن هذه التجارب ساعدته على تطوير قوته البدنية وأداءه الهجومي.
وبعد فترة من الإحباط، انتقل إلى كوفنتري سيتي، وهناك كانت نقطة التحول الحقيقية، حيث تحول تمامًا إلى مهاجم رقم 9 وسجل 40 هدفًا في 97 مباراة، ليصبح أحد أبرز هدافي دوري التشامبيونشيب.
الانتقال إلى سبورتينغ لشبونة والتألق الأوروبي
رفض جيوكيريس عروضًا متوسطة وقرر الانتقال إلى سبورتينغ لشبونة في صيف 2023 في صفقة قياسية، وهناك انفجر تهديفيًا.
- في أول مواسمه سجل 29 هدفًا في الدوري البرتغالي.
- في الموسم التالي رفع رصيده إلى 39 هدفًا بجانب 6 أهداف في دوري أبطال أوروبا، بينها هاتريك شهير أمام مانشستر سيتي.
أرقامه المبهرة جعلت أندية النخبة في أوروبا تضعه تحت أنظارها، ليظفر أرسنال بخدماته في النهاية.
عقليته الاستثنائية
عرف عن جيوكيريس إصراره الكبير على التطوير الذاتي. حيث قال عنه أحد مدربيه السابقين: "يمتلك عقلية فريدة، عندما يضع هدفًا أمامه، ينفذه بلا تردد. قوته البدنية أصبحت مضاعفة بعد العمل الفردي المكثف، وهذا سر تميزه كلاعب مهاجم لا يرحم أمام المرمى."
كلمة برايتون عن تطوره
وعلق بول باربر، الرئيس التنفيذي لنادي برايتون، على نجاح اللاعب قائلًا:
"لم يكن مساره واضحًا معنا وقت رحيله، لكنه احتاج فقط إلى الاستقرار والفرصة، وما حققه بعد ذلك أمر رائع. نحن فخورون به ونتمنى له التوفيق في مستقبله."
جيوكيريس لم يصل إلى أرسنال بسهولة؛ لقد كانت رحلته مليئة بالإصرار والتحديات قبل أن يصبح مهاجمًا عالميًا. اليوم، وبعد أن وصل إلى الدوري الإنجليزي الممتاز مرة أخرى ولكن هذه المرة نجمًا أساسيًا، يعلق جمهور أرسنال عليه آمالًا كبيرة لقيادة الفريق نحو الألقاب.